مع دخول العالم تقنية الجيل الخامس في الانترنت، لايزال لبنان يطمح إلى أن يؤمن لمواطنيه خدمة انترنت سريعة ومن دون أعطال. ومع زيادة الاعتماد على الانترنت في لبنان ونسب الدخول المرتفعة جداً إلى الشبكة، كان لا بد من القيام باجراءات استثنائية لـ"نفض" هذا القطاع، الذي يُعتبر أحد أسوأ القطاعات خدمة وأكثرها كلفة.
أخذت هيئة أوجيرو للاتصالات على عاتقها مهمة تحسين القطاع. وبدأت تجربة السرعات المفتوحة، من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، تحت عنوان "Unleashthespeed"، في مناطق معينة في بيروت، التي قسمت إلى 3 مناطق.
"النهار المفتوح" بدأ في 9 نيسان، ثم في 11 نيسان، و"استمتع" المشتركون بخدمة DSL سريعة في هذه المناطق، تفاوتت سرعتها بين 16 إلى 21 ميغابيت في الثانية، بعدما كانت نحو 1.6 ميغابيت في السابق. كما ستشهد المنطقة الثالثة (الدورة، سن الفيل، ميناء الحصن، رأس النبع، الشياح، الأشرفية والدكوانة) الحملة نفسها في 13 نيسان.
رغم أن التركيز يقتصر الآن على بيروت، إلا أن الحملة ستنتقل إلى مناطق أخرى، لتغطي كامل الأراضي اللبنانية على رأسها طرابلس وصيدا وزحلة. ولعل السبب الرئيسي الذي دفع الهيئة إلى التركيز على بيروت، هو أنها تُشكل الخزان الأضخم للمشتركين، إذ تحوي أكثر من 130 ألف مشترك، أي 40% من المشتركين في لبنان.
وتأتي هذه الحملة استعداداً لإطلاق خدمات جديدة في أوجيرو على رأسها الانترنت السريع من خلال شبكة "الفايبر أوبتيك"، التي لطالما سمعنا عنها، إلا أن أحداً لم يتمكن من لمسها أو تجربتها. وأشار المدير العام للهيئة عماد كريدية إلى أنها أطلقت مشروع "اي ام اس"، وهو عبارة عن إعادة تلزيم وتغيير كل السنترالات العاملة، منذ العام 1994، على الأراضي اللبنانية. وستمثل هذه الخطوة المحور الرئيسي لتحسين قطاع الاتصالات بشكل عام والانترنت على وجه الخصوص.
وتنتظر الهيئة يوم 19 نيسان، وهو موعد انتهاء تقديم العروض، لتبدأ عملية التلزيم بعد شهر تقريباً لتغيير المحولات الميكانيكية إلى محولات رقمية تؤمن خدمة بث الفيديو والصوت والداتا بشكل أفضل. وسيتم نقل نحو مليون مشترك من المحولات القديمة إلى الجديدة خلال 18 شهراً وفق تقديرات متفائلة.
لكن الحل لعضلة الانترنت ليس سحرياً، إذ يشير كريدية إلى أنه تسلّم، منذ نحو تسعة أسابيع، بنية تحتية مهملة ومتروكة، مشيراً إلى أن المستخدم سيلاحظ تحسناً في الانترنت في القريب العاجل.
لعل الأهم في خطط أوجيرو سيأتي لاحقاً، إذ تخطط الهيئة إلى اطلاق باقات جديدة من الانترنت تختلف عن سابقاتها من جهة السرعة والسعر. وتأتي هذه التسعيرات الجديدة نتيجة التجربة التي قامت بها الهيئة، إذ في حال تم فتح السرعات وفق التعرفة الحالية، فإن المستخدم سيعاني من ارتفاع الفاتورة بما يزيد عن خمسة أضعاف. لذلك، سيتم إقرار أسعار تعرفة جديدة تحفيزية وتراعي عاملَي الكلفة والسرعة.
وفي حال نجاح أوجيرو بمقصدها النهائي، ستمهد لحالة جديدة في خدمات الانترنت قد تُزيل أبرز العوائق أمام الشركات عموماً والشركات الناشئة خصوصاً، مع الإشارة إلى أن الهيئة قررت دعم هذا القطاع من خلال تأسيس حاضنة أعمال داخل المؤسسة تتيح للمبتكرين استعمال منصاتها لتصميم التطبيقات والابتكارات اللبنانية.